ما دفعني لكتابة هذا المقال هو ما اسمعه بكثرة من الزملاء والأصدقاء أن الجو في هذه المنطقة ( الشرقية والجبيل الصناعية ) بالذات سيء جداً لا يمكن معه ممارسة اي نشاط خارجي وأنا أجزم ان هذا الأمر لا يعدو ما يطلق عليه عادةً ( خدعوك فقالوا ) آو كذبة جماعية صدقناها ورددناها ولكن الواقع عكس ذالك تماماً.
منظر لشاطئ النخيل بمدينة الجبيل الصناعية
ولكنها الحقيقة وللتأكيد على ذالك والمحك هو الأرقام ،ولكن دعونا في البداية نحدد منطلقاتنا وهي درجة الحرارة التي اصطلح على أنها أكثر العوامل المناخية تأثيراً على النشاط الإنساني خارج المنزل وأتفق علمياً - مع قليل من التفوات - أن درجة الحرارة المناسبة هي ما بين ٢٧ والـ ١٨ درجة مئوية وتسمى هذة بالمنطقة الحرارية المريحة Human Comfort Zone [مرجع] والتي يستطيع الإنسان أن يمارس النشاط بدون الحاجة إلي محسنات للجو (مكيف هواء أو مروحة).
بالتأكيد سيأتي من يدعي أن هذه المنطقة الحرارية ينقصها عوامل مؤثرة مثل معدل الأمطار والرطوبة والعوالق الجوية ... الخ ولكن ومن أجل التبسيط نكتفى بدرجة الحرارة فقط والتي تشكل أكثر من ٩٠ ٪ من عوامل المنطقة الحرارية المناسبة للإنسان ،عليه سأعود لعنوان هذا المقال وتأكيده وهو أن الأجواء والطقس المحلي لمدينة مثل الجبيل الصناعية ( مدينتي التي أعيش فيها) هي أنسب الأجواء من ناحية طقسها الرائع لممرسة النشاط الخارجي الإنساني.
لإثبات هذا الأمر أحتاج للمقارنة ما بين درجات الحرارة بالمنطقة الشرقية (منطقة الظهران ) [ للأسف لا يوجد دراسة خاصة بالجبيل ولكن لتطابق درجات الحرارة بين المنطقتين تمت الإستعانة بمثال الظهران ] [مرجع] ومدينة نيويورك [مرجع] واختيار مدينة نيويورك لأنها من أوائل المحطات جذباً للسياحية في العالم فهي تتأرجح ما بين المركز الأول والسادس [مرجع] .
في الرسم التوضيحي التالي نرى درجات الحرارة في منطقة الظهران (المستطيلات باللون البرتقالي ضمن المنطقة المناسبة للإنسان ليمارس نشاطاً خارجياً) :
و الرسم التوضيحي التالي نرى درجات الحرارة في مدينة نيويورك (المستطيلات باللون البرتقالي ضمن المنطقة المناسبة للإنسان ليمارس نشاطاً خارجياً) :
ويمكن الخروج بعدد من الملاحظات من هذه المقارنة:
١- الفترة التي تدخل ضمن المنطقة المريحة للإنسان في الجبيل اكثر من ٨ اشهر نهاراً ومثلها ليلاً (طوال السنة بإستثناء أشهر الصيف).
٢- في المقابل والفترة المماثلة بمدينة نيويورك لا تتجاوز أشهر الصيف ليلاً ونهاراً حوالي ٤ أشهر فقط .
٣- أن الأمطار والتي تهطل على مدينة نيويورك في الفترة المناسبة حرارياً من السنة عالية جداً بحيث تقلل من مناسبتها لتبلغ شهراً واحداً يكون الجو مناسب جداً.
وخلاصة هذا المقال هو ان المنطقة الشرقية والجبيل الصناعية مناسبة لتكون واحدة من المناطق الجغرافية الأكثر من جذباً للسياحة حول العالم، فكل مقومات السياحة المناخية تتوفر فيها ولكن ينقصها الكثر أيضاً وربما سأكتب مقالاً عن هذا الموضوع في وقت لاحق بإذن الله (علما أن المنطقة لم تدخل ضمن الـ ١٥٠ مدينة الأشهر عالمياً كمحطة سياحية ) للأسف.
